فن الرفق بـ الذات: كيف تتقنه ؟

فن الرفق بـ الذات: كيف تتقنه ؟

كيف تتقن فن الرفق بـ الذات ؟ في بعض المراحل من الحياة، يفقد الإنسان فن الرفق بـ الذات و يجد صعوبة كبيرة في الإعتناء بنفسه و بصحته النفسية. حيث غالباً ما نميل إلى جلذ الذات و إلقاء اللوم على أنفسنا عند أبسط زلة أو خطأ.

و لربما أصبح هذا الأمر من عاداتك اليومية عزيزي القارئ، ما يجعلك تشعر أن النسبة الأكبر من الضعط و التوتر في حياتك، تأتي من الذات التي في داخلك، لا من من مصدر خارجي أو من إنسان آخر.

يعتبر الإنضباط و تحمل المسؤولية، أمرين مهمين لتحقيق النجاح. لكن في نفس الوقت، من المهم أيضاً و بنفس الدرجة، أن تعتني بـ ذاتك و ترأف بـ نفسك خلال سعيك للوصول إلى أهدافك. فالرفق بـ الذات أمر أساسي للحفاظ على الصحة النفسية. لذلك، إليك أربع طرق تساعدك على ممارسة فن الرفق بـ الذات.

المشي لوحدك مهم جداً

متى كانت آخر مرة خرجت فيها من منزلك و تمشيت لوحدك لبعض الوقت؟ إن لم تقم بهذا في الأسبوع الأخير، فأنت مدين لنفسك بنصف ساعة من المشي على الأقل.

إتضح أن المشي مهم جداً في الحفاظ على الصحة النفسية، فهو يساعد بشكل كبير على تخفيف التوتر و القلق. حيث يساعد المشي على زيادة إفراز السيروتونين و الإندورفين التي تعرف بهرمونات السعادة.

فن الرفق بـ الذات

و هو الحل المثالي بالنسبة لك إن كنت تمر بفترة من الخمول و فقدان الطاقة. لأن المشي من أسهل الأنشطة التي يمكن ممارستها، ولا يحتاج إلى ترتيبات معقدة و مجهود بدني كبير، أو معدات و أماكن خاصة لممارسته.

من أبرز مظاهر الرفق بالذات، هي أن تمنح لنفسك المساحة الكافية للرجوع إلى الوراء و التوقف مؤقتاً عن جميع الأنشطة التي تقوم بها، حتى تشحن نفسك من جديد و ترتب أفكارك، وتصفي ذهنك. و المشي وسيلة سهلة لتحقيق هذه الغاية.

قدم لنفسك مكافئة

هل تشعر بارتياح كبير عند انتهائك من إنجاز مهمة ما؟، ماذا إن أخبرتك أن هذا الشعور بالإرتياح ليس هو الشعور المناسب الذي يجب أن تشعر به!

أليس من المفترض أن تشعر بالفرح و الرضى عن نفسك لأنك حققت إنجازاً، أو أكملت مهمة بنجاح؟. عندما نقسوا على أنفسنا فإننا بدل أن نشعر بالفخر و ننظر إلى إنجازاتنا على أنها إنجازات فعلا، ننظر إليها على أنها أعمال بسيطة كانت متوقعة منا

و كنتيجة لهذا، نشعر بالإرتياح الذي يشعر به شخص أزاح همّاً كان كالثقل على كتفيه، لا شخص حقق إنجازاً يسعد و يفتخر به

من أجل تتقن فن الرفق بـ الذات، حاول أن لا تقع في هذا الفخ. و انظر إلى مهماتك و أعمالك قبل أن تبدأ في إنجازها، على أنها تحدٍّ لك لإثبات نفسك، لا على أنها مشكلة و عقبة في طريقك.

و بعد أن تنجزها حافظ على نظرتك الإيجابية هذه، و قدم لنفسك مكافئة على ما حققته. هذه الطريقة ستساعد في الحفاظ على الحماس و الطاقة الإيجابية، و سينعكس هذا على صحتك النفسية. بالإضافة إلى أن الإنتاجية المنتظرة من هذا الأمر، أكبر بكثير من تلك المنتظرة من نظرتك للمهمات و الأعمال على أنها هم ينتظر منك أن تزيله من على كتفيك.

فن الرفق بـ الذات

سامح نفسك و امضِ قدماً

عزيزي القارئ، ألم نقم جميعنا بأشياء نشعر تجاهها بالكثير من الندم؟ إن كنت تعتقد أنك وحدك من مر بهذه التجربة فاسمح لي بأن أخبرك بأنك على خطأ !

محاسبة النفس و تقييم تصرفاتها أمر ممتاز و مطلوب منا جميعاً، فهو يساعدنا على اكتشاف صفاتنا السلبية و تغييرها، بالإضافة إلى فهم أهدافنا و نظرتنا للحياة. لكن البعض يبالغ في هذا الأمر، و يلوم نفسه بإفراط على جميع زلاته.

يظل البعض أسيراً للماضي، يتحسر على أخطاء ارتكبها في موقف ماً، أو أذى سببه لشخص معين. ما يجعله ينظر إلى نفسه نظرة دونية، بل و يشكك في أخلاقه و مبادئه و يرى نفسه شخصاً سيئاَ.

الجميع له أخطائه و زلاته التي يندم عليها، لكن تذكر دائماً أنك بشر و أن الخطأ من البشر أمر لا مفر منه. تدرب على مسامحة نفسك، فبدون هذا الأمر لا يمكن أن تتقن فن الرفق بـ الذات

لا تترك نفسك بدون ماء

عندما نمر من فترة نشعر فيها بالخمول و فقدان الطاقة، نميل إلى النفور من الأكل و الشرب. تخيل شخص مقربً منك في حالة اكتئاب، قضى يومه بدون أكل و لا شرب، لا شك أنك ستقدم له وجبة يحبها و كأس من الماء.

فن الرفق بـ الذات

قيامك بنفسك الشيء تجاه نفسك، إشارة جميلة على الرفق بـ الذات لا بد أن تتدرب عليها. لا تترك نفسك بدون ماء لمدة طويلة لأن خلايا الدماغ لا تستطيع العمل بالشكل المعتاد في حالات الجفاف الشديد.

السيروتونين هو ناقل عصبي بين خلايا الدماغ، يعمل على استقرار الحالة المزاجية و تنظيم العواطف، إلا أنه أثناء الجفاف، تكافح الأعضاء للحصول على المواد الكيميائية اللازمة لإنتاجه و تنخفض مستوياته في الدماغ. و لن تكون سعيداً بهذا الأمر بطبيعة الحال.

الرفق بـ الذات فن و مهارة لا بد من تعلمها، حتى لا يكون مصدر الضغط و التوتر في حياتك قادم من نفسك. فن الرفق بـ الذات دواء شامل للأمراض النفسية. و الطريق إلى الوقاية منها قبل حدوثها هو أيضاً ممارسة الرفق بـ الذات.

لا تنسى عزيزي القارئ، الإشتراك في قناتنا على اليوتيوب

Yahya Taki

رأيان حول “فن الرفق بـ الذات: كيف تتقنه ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *