أربعة أمور تدمر الصحة النفسية

هل لا تجد نفسك مرهقًا جسديًا فحسب، بل تجد نفسك أيضًا منهكًا عاطفياً و نفسياً قبل النوم؟ يمكن أن يكون وراء ذلك عدة أسباب، خاصة فيما يتعلق بـ الصحة النفسية.
فكر في الرفاهية العاطفية و الصحة النفسية كحديقة، فهي تحتاج إلى رعاية منتظمة لتنمو بشكل صحيح. لكن في بعض الأحيان، ننسى سقي النباتات في الحديقة، و كلما نسينا، يصعب على حديقتنا أن تنمو.
يمكنك أن تعتبر بعض العادات السيئة أو الروتين السلبي بأنه غير مؤذٍ لـ الصحة النفسية لأنك لا تشعر بتأثيره في البداية. و لكن بمرور الوقت يمكن أن يتفاقم التأثير السلبي لهذه السلوكيات على الصحة النفسية من الداخل، و بدون حتى أن تعرف مصدر هذا التأثير. لذلك، إليك أربعة أشياء قد لا تكون على علم بها، تؤثر على الصحة النفسية.
تأثير تأجيل المهام على الصحة النفسية
قد تستغرب من هذا الأمر و تتسائل: ما علاقة تأجيل المهام بـ الصحة النفسية؟ ألم أخبرك بأنك قد تقوم ببعض السلوكيات التي تدمر صحتك النفسية و أن لا تعلم!
تأجيل المهام يضعك تحت ضغط مستمر. تذكر المرة الأخيرة التي وجدت نفسك فيها، مجبراً على القيام بالعديد من المهام المختلفة، هل كنت سعيداً بهذا؟ بالطبع لا! لا أحد يحب أن يكون تحت الضغط.
بالإضافة إلى الضعط الناتج عن إنجار العديد من المهمات في وقت متأخر، هناك مرحلة أخرى قبلها، لا تقل ضرراً عنها على مزاجك و على الصحة النفسية بشكل عام. و هي الشعور بعدم الإرتياح بشكل دائم، كلما تذكرت الكم الكبير من المهمات التي تنتظر منك إنجازها
البعض منا، يجد نفسه أحياناً مجبراً على التأجيل لظروف معينة. لكن بعد أن تعود المياه إلى مجاريها، سرعان ما يعود إلى إنجاز مهامه في الوقت المحدد. لكن البعض الآخر يتخد من سلوك التأجيل هذا، نمط عيش و أسلوب حياة! فتخيل حجم الضغط و عدم الإرتياح ، و التأثير السلبي على الصحة النفسية، الذي سينتج عن هذا الأمر
الحديث السلبي المستمر مع الذات
هل تنظر إلى نفسك على أنك شخص إيجابي؟ ربما ترى نفسك كذلك، لأنك تبذل قصارى جهدك لتشجيع صديق لك، عندما يشعر بالإحباط. لكن في المقابل، من المحتمل أنك قد لا تكون لطيفًا مع نفسك، أليس كذلك ؟
أغلبنا يميل إلى أن يكون قاسياً على نفسه و أكثر تسامحًا مع الآخرين. الحديث السلبي مع النفس، يأتي من عدة مصادر مختلفة. ربما تقضي الكثير من الوقت بمفردك، أو ربما يحيط بك الكثير من الأشخاص السلبيين.

في كلتا الحالتين، يجب أن تكون على دراية عزيزي القارئ، بأن الأفكار السلبية التي تحدث بها نفسك يمكن أن تكون مدمرةً لصحتك النفسية. و احذر، لأن هذا السلوك يمكن أن يكون جزءًا طبيعيًا من حياتك اليومية، لدرجة أنك قد لا تدرك أنك تقوم به.
بالإضافة إلى أن كل مرة تحدث فيها نفسك بطريقة سلبية، كلما أصبحت أفكارك أكثر ضررًا. قد يكون من الصعب أحيانًا أن تجد شيئًا يعجبك في نفسك، و لكن هناك احتمالية وجود شيء أو شيئين على الأقل يمكنك التفكير فيهما. يمكن أن يصبح الشيئين ثلاثة!، و يمكن أن يصبح الثلاثة أربعة!، وهكذا.
عدم ممارسة الرياضة
نعلم جميعاً عزيزي القارئ، أن التمارين البدنية أثبتت أنها تساعد في التحكم في الوزن و يمكن أن تساعد أيضاً في الوقاية من العديد من الأمراض الجسدية المميتة. لكن ثبت أيضًا أنها تساهم في الحفاظ على صحتك النفسية من خلال تعزيز احترامك لذاتك.

هل تشعر بسعادة أكبر عند ممارسة الرياضة؟ هذا الشعور ناتج عن إطلاق دماغك لناقلين عصبيين. الأول يسمى السيروتونين، و الثاني يسمى الإندورفين، يثير الإندورفين شعورًا إيجابيًا في الجسم يشبه التأثير الذي يسببه المورفين.
تأثير قلة أو كثرة النوم على الصحة النفسية
يستمتع معظمنا بالنوم. إنه شعور رائع عندما ترتدي ملابس النوم المريحة و تزحف تحت الأغطية، خاصة في نهاية يوم طويل و متعب، و خاصة في فصل الشتاء.
لكن كن حذراً لأن كثرة النوم تؤدي إلى تسريع وتيرة شيخوخة الدماغ و خفض القدرة على التركيز، و أداء بعض المهام بالكفاءة المعتادة، حتى المهام البسيطة منها.

بالإضافة إلى أن كثرة النوم قد تسبب الاكتئاب!، لكن يجب التنويه إلى أن الرابط بين الاكتئاب وكثرة النوم، لا زال موضع جدل. فبينما يعتقد بعض الخبراء أن كثرة النوم قد تسبب الاكتئاب، يعتقد البعض الآخر أن الاكتئاب هو ما يسبب كثرة النوم لا العكس.
وفقًا لموقع sleepfoundation.org ، يجب أن يحصل البالغون على سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة. البعض بحاجة إلى المزيد، و البعض يحتاج إلى أقل من ذلك. إذا كنت من “مخلوقات الليل”، فقد يكون الإفراط في النوم بعيداً عنك، و بالتالي لا تحتاج لأن أخبرك عن أضرار كثرة النوم على الصحة النفسية.
لكن النوم في وقت متأخر عن المعتاد، قد يجعلك تشعر بعدم الإنتاجية و انخفاض الطاقة. إذا كنت تميل إلى إرهاق نفسك بالسهر، فعادة ما سيشعر جسمك بالإرهاق أيضاً. و عندما لا يشعر جسمك بالراحة، عقلك أيضاً لا يشعر بها بنسبة 100٪ ، و لا شك أنك تعلم، أن ترك عقلك في حالة إرهاق و الحفاظ على الصحة النفسية، لا يجتمعان أبداً.
قد تواجه صعوبة كبيرة في إنجاز أبسط المهام لأنك مرهق للغاية. من المهم أن تحصل على القدر المناسب من النوم حتى تتمكن من الإستيقاظ في اليوم التالي بكامل قوتك. لأنك إذا شعرت أن جسمك يشعر بالراحة بنسبة 100٪ ، فمن الأكيد أن يشعر عقلك بنفس الشيء. و بالتالي، تكون قد حافظت على سلامة الصحة النفسية، التي لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية
إقرأ أيضا: الفرق بين الرهاب الاجتماعي و الخجل
هل القهوة مفيدة للصحة النفسية أم العكس؟
لا تنسى الإشتراك في قناتنا على اليوتيوب 💙
ممتن لك كثيرا على هذه المعلومات الرائعة .
شكراً لك أخي الكريم