هل القهوة مفيدة للصحة النفسية أم العكس؟

عندما نتحدث عن القهوة فإننا نتحدث عن الكافيين، و هذا الأخير موجود في كل مكان. حيث وجدت دراسة أجريت عام 2013 ونشرت في مجلة “أبحاث الكافيين”، أن الكافيين هو أكثر المنشطات استخدامًا في العالم، فهل القهوة مفيدة للصحة النفسية؟
في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، أكثر من 90٪ من البالغين يستهلكون الكافيين بانتظام. و يبلغ متوسط الاستهلاك بينهم أكثر من 200 ملليغرام من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل الكافيين الموجود في كأسين من 30 ميليغراماً من القهوة.
العديد من محبي القهوة يقولون إنهم يستفيدون من فوائد تناول الكافيين. فهل هناك فعلاً فوائد تُجْنى من وراء شرب القهوة؟ و هل هناك جانب سلبي للكافيين، و كيف يؤثر الكافيين بالضبط على صحتك النفسية؟

الجانب السلبي
إذا كنت تعاني من مرض نفسي و تشرب القهوة، فربما قد تتوقف عن هذا الأمر عندما أخبرك بأنه وفقاً لمركز Bronfen brunner للبحوث الانتقالية فأن الكافيين يمكن أن يحفز مشاعر القلق، خاصة عند شرب أكثر من كوب واحد في اليوم و خاصة عند الأفراد الأكثر حساسية لتأثيرات القهوة.
لأن المركز يشير أيضاً، إلى أن معالجة أجسامنا للكافين و التفاعل معه، تختلف من شخص لآخر. بالتالي، إن كنت تعاني من مرض نفسي، فمن الجيد أن تحاول ملاحظة تأثير شرب القهوة على أعراض مرضك، حتى تحدد ما إذا كان من المناسب لك استخدام الكافيين أم التوقف عن ذلك.
دراسة أخرى نُشرت في مجلة أبحاث الطب النفسي و ركزت على 43 مريضًا، وجدت في الأخير أن مرضى اضطراب القلق قد ارتفعت حساسيتهم للكافيين و ازدادت أعراض القلق لديهم نتيجة لاستهلاكهم القهوة.

حتى من دون هذه الدراسات، من المنطقي أن نتوقع ارتفاع شدة أعراض القلق عند المصابين بهذا الإضطراب النفسي، نتيجة لاستهلاكهم القهوة. لأن الكافيين يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب و ضغط الدم، فمن الطبيعي إذن أن تكون النتيجة هكذا.
الكافيين يسبب أيضاً تفاقم اضطراب الهلع، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أن استهلاك الكافيين، يزيد من احتمالية حدوث نوبة الهلع بالنسبة للأشخاص المصابين بهذا الإضطراب النفسي.
من أبرز الإضطرابات التي يساهم الكافيين في تفاقم أعراضها هي اضطرابات النوم. حيث نعلم جميعاً أن البعض يلجأ إلى شرب القهوة ليبقى مستيقظاً، فلا تستغرب إن واجهت صعوبة في الخلود إلى النوم، أو عانيت من نوم متقطع بعد شربك لكوبٍ من القهوة، و خاصة إن كنت تعاني مسبقاً من اضطرابات في النوم.
الجانب الإيجابي
يبدوا أنك قررت التوقف عن شرب القهوة ابتداءاً من الآن أليس كذلك؟، لكن يبدو أن الكافيين ليس كله شر! حيث هناك ما يشير إلى أنه قد يكون مفيداً في بعض الحالات، كيف ؟
NOCD أو ما يسمى بالمؤسسة العالمية لاضطراب الوسواس القهري، توضح في مقال لها، أنه في دراسة صغيرة برعاية جامعة ستانفورد، لاحظ سبعة من اثني عشر مريضًا يعانون من اضطراب الوسواس القهري، تحسنًا فوريًا بعد التزامهم بشرب 300 ملليجرام من القهوة يوميًا.
يعتقد المشرفون على هذه الدراسة أن الكافيين قد يؤثر بشكل إيجابي، عند استهلاكه كجرعة واحدة مُرَكَّزة كل صباح، بدل توزيعها على مدار اليوم. لكن يُذَكِّرنا مرة أخرى المشرفون على هذه الدراسة، بأن الكافيين لا يزال محفزاً معروفًا للقلق لدى العديد من الأشخاص.
في الأخير عزيزي القارئ، بينما هناك دراسات تشير إلى أن الكافيين يمكن أن يكون مفيدًا، و أخرى تشير إلى أنه ضارٌ لصحتك النفسية. السؤال المهم الذي يجب أن تضعه في اعتبارك، هو ما التأثير الذي تلاحظه أنت عند استهلاكك للقهوة، على صحتك النفسية، أو على أعراض مرضك إن كانت مصاب باضطراب النفسي. لأن تأثير الكافيين علينا و على صحتنا النفسية، يختلف من شخص لآخر. و يبقى الإعتدال في استهلاك القهوة هو الخيار الأمثل.
معلومات قيمة جدا جزاك الله كل خير يا رب