إرتفاع عدد حالات الإنتحار في السويد

عرفت ظاهرة الإنتحار في السنوات الأخيرة، تزايداً ملحوظاً في مختلف بقاع العالم، و يحاول خبراء الصحة النفسية و الطب النفسي، تحديد الأسباب التي قد تكون وراء هذا الإرتفاع. إلى جانب البحث عن سبل تساهم في إيجاد حل لهذه الظاهرة التي تزداد يوماً بعد يوم. وفي السويد، على الرغم من أن الأرقام كانت في السبعينيات أكبر مما هي عليه اليوم، إلا أن هذا لم يمنع وكالة الصحة العامة في البلاد، من التعبير عن قلقها إزاء ارتفاع عدد حالات الإنتحار، و خاصة بين فئة الشباب. ما هي إذن آخر الأرقام الصادرة عن وكالة الصحة العامة حول عدد حالات الإنتحار في السويد؟

أرقام الإنتحار في السويد
في عام 2021 ،قرر 1226 شخصًا للأسف في السويد، وضع حد لأعمارهم و إنهاء حياتهم. كان من بين هؤلاء 873 رجلاً و 353 امرأة. لكن الرقم الذي يدعوا إلى القلق بشكل كبير بين كل هذه الأرقام، هو أن من بينهم 11 طفلا دون سن الخامسة عشر!
في العام 2021، كانت هذه الأرقام التي ذكرناها هي الأرقام الرسمية و الأكيدة. إلاَّ أنه في العام نفسه، سُجّلت 279 حالة أخرى على أنها حالات وفاة غير معروفة الدافع أو النية، أي أن الكثير منها كان من الممكن أن يكون حالة انتحار.
بالنظر إلى هذه الأرقام و تحليلها عن قرب، نجد الرجال الذين تفوق أعمارهم الـ 15 سنة، يشكلون ثلث عدد حالات الإنتحار في العام 2021. ما يجعلنا نتسائل عن الأرقام الصادرة عن وكالة الصحة العامة في السويد، حول اختلاف معدلات الإنتحار بين الجنسين، فماذا تقول الوكالة في هذا الصدد ؟
الأرقام بين الرجال و النساء
تقول الوكالة بأن الاختلاف في معدلات الانتحار بين النساء والرجال يزداد مع تقدم العمر. حيث كان أعلى معدل انتحار من نصيب الرجال الذين بلغوا 85 عامًا أو أكبر. في هذه المجموعة ، كان معدل الانتحار هو 45 ، ما يشكل ضعف معدل الانتحار بين الرجال في الفئات العمرية الأصغر.
في المقابل، تشير وكالة الصحة العامة في السويد، إلى أن أدنى معدل انتحار في عام 2021 كان بين النساء في الفئة العمرية 15-29 (7 حالات انتحار لكل 100.000 نسمة). من ناحية أخرى، بين الأطفال والشباب (دون سن 18)، لا يوجد تقريباً اختلاف في معدلات الإنتحار بين الجنسين

جهود الوقاية
تقول وكالة الصحة العامة في السويد عبر موقعها الإلكتروني، بأن حكومة البلاد قامت بتفويض الوكالة لتقوم بتنسيق جهود الوقاية من الإنتحار. حيث تعتمد في هذا الأمر على برنامج العمل الوطني لمنع الانتحار، الذي صادق عليه البرلمان في عام .2008
و في العام 2020 ، كلفت الحكومة وكالة الصحة العامة في البلاد والمجلس الوطني للصحة والرعاية ، بالتعاون الوثيق مع 24 سلطة أخرى في البلاد، بتطوير استراتيجية وطنية جديدة للصحة النفسية والوقاية من الانتحار. حيث سيتم تقديم اقتراح لاستراتيجية جديدة ، مع أهداف ومؤشرات للمتابعة ، إلى الحكومة في موعد أقصاه 1 سبتمبر 2020
ظاهرة الإنتحار خاصة بين الشباب، عرفت ارتفاعاً غير مسبوق ليس في السويد فقط، و إنما في مختلف بقاع العالم. و لم تسلم منها بلداننا العربية و الإسلامية هي الأخرى أيضاً. برأيك عزيزي القارئ، ما هي الأسباب التي تعتقد بأنها وراء هذا الإرتفاع المؤسف لظاهرة الإنتحار في العالم ؟