الوسواس القهري و الشخصية الوسواسية

الوسواس القهري و الشخصية الوسواسية

إضطراب الوسواس القهري مرض نفسي لا شك أنك سمعت به من قبل. على الرغم من كثرة المغالطات و المعلومات الخاطئة التي تدور حول هذا الإضطراب النفسي، إلا أنه في جميع الأحوال يبقى مرض نفسياً من الأمراض المعروفة للجميع. لكن في المقابل، من المستبعد أن تكون على دراية باضطراب الشخصية الوسواسية. لماذا ؟

لأن أغلب الناس يخلطون بين هذين الإضطرابين المختلفين، و عادة ما يتم استعمال مصطلح الوسواس القهري خطأً، في وصف الحالات المصابة باضطراب الشخصية الوسواسية.

لماذا هذا الخلط بين الوسواس القهري و الشخصية الوسواسية ؟

يعتبر هذا الربط الذي يحدث في أذهان الناس، بين اضطراب الوسواس القهري و اضطراب الشخصية الوسواسية، أمراً عادياً تماماً نظراً للتشابه الظاهر في الأسماء، و نظراً لتشابه بعض الأعراض نوعاً ما بين هذين الإضطرابين. لكنهما مختلفين تماما لدرجة أن الأول مصنف ضمن اضطرابات القلق، و الثاني مصنف ضمن اضطرابات الشخصية.

الوسواس القهري

ما الفرق بين الوسواس القهري و الشخصية الوسواسية؟

في البداية، يجب أن تعرف أن الوسواس القهري هو اضطراب نفسي من اضطرابات القلق، أما اضطراب الشخصية فيعني وجود خلل في مكون الشخصية نفسه، يسبب هذا الخلل تأثيراً سلبياً على سير الحياة والعلاقات الإنسانية في مجتمع المصاب، و في ما يلي أهم الفروقات بينهما:

الوعي بالإضطراب و السعي للعلاج:

يظهر اضطراب الشخصية الوسواسية مع الشخص عند بداية البلوغ و بدء تشكيل شخصيته، فيعتقد صاحب هذا المرض أنه لا يعاني من أية إضطرابات، ومن ثم لا يسعى للعلاج بل ويرفضه أيضًا.

أما مرضى الوسواس القهري فيدركون تمامًا الفترة الزمنية التي اتضح لهم فيها لأول مرة، بأنهم مصابون بهذا المرض النفسي، و يدركون تماماً الظروف التي تسببت في تلك الإصابة، و بالتالي بعد تعرضهم للعديد من الأزمات، هم من يسعون للعلاج و للمتابعة النفسية.

الوساوس مقابل نمط الحياة:

يعاني مريض الوسواس القهري من وساوس غير منطقية، تسبب لهم القلق و التوتر. و كنتيجة لهذا يقومون بممارسة بعض السلوكيات القهرية، مثل الإفراط في غسل اليدين أو تفحص إغلاق قنينات الغاز أو الباب، عد الأشياء و ترتيبها بشكل نظامي فوق بعضها بشكل مبالغ فيه، مما يعرضهم للعديد من المواقف المحرجة بالإضافة إلى نوبات القلق و التوتر التي تصيبهم إذا حاولوا التوقف عن ممارسة تلك السلوكيات.

أم صاحب الشخصية الوسواسية فهو لا يعاني من أي وساوس، ولكنه يسعى بشكل مستمر إلى فرض نظامه الخاص ظنًا منه أنها الطريقة الصحيحة.

Image by storyset on Freepik

الإنشغال بالأعمال مقابل الإنشغال بالأفكار

الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري يظهر في أن صاحب اضطراب الشخصية الوسواسية ينشغل دومًا بقائمة أعماله ومهامه اليومية لإتمامها على أكمل وجه.

في المقابل، المصاب بالوسواس القهري لا ينشغل سوى بأفكاره و وساوسه وكيفية التخلص منها فحسب.

معاناة شخصية مقابل معاناة المحيط

تتأثر الحياة الشخصية للمريض بالوسواس القهري سلبًا بدرجة كبيرة، و قد ينعزل عن محيطه و أصدقائه، حتى يتجب المواقف التي تحفز الوساوس لديه. و هذا بسبب ما يتعرض له من وساوس غير مرغوب فيها، و ما تسببه من قلق و توتر، وهو أمر عارض ومرضي وخارج عن إرادته.

في المقابل، صاحب الشخصية الوسواسية، ليس هو من يعني، بل يعيش بنفسية مستقرة نوعاً ما، لكنه يفسد جميع علاقاته الإنسانية و الإجتماعية بسبب سلوكياته المتعمدة، فهو دائمًا يتعمد الإنقاص من قدر من حوله، وذلك لرؤيته أنهم غير مثاليين، ومن أجل فرض معاييره الصارمة عليهم.

يعتقد الكثير من الناس خطأً بأنهم مصابون باضطراب الشخصية الوسواسية بينما هم ليسوا كذلك، لذلك لا بد من التعرف على هذين الإضطرابين بشكل دقيق، بالإضافة إلى التعرف على أهم الفروقات التي تميز كل اضطراب عن الآخر، حتى لا يتم الخلط بينهما. فهذا قد يؤدي إلى خطأٍ في تشخيص المصاب لنفسه.

إقرأ أيضا: هل شرب الماء بكثرة يعالج الإكتئاب ؟

Mind Under Control

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *