السيروتونين كما لم تقرأ عنه من قبل

السيروتونين كما لم تقرأ عنه من قبل

إن لم تسمع من قبل عن السيروتونين، و تريد أن تفهم طبيعة هذا الناقل العصبي و وظائفه الأساسية في جسم الإنسان، فستجد في هذا المقال ما يغنيك عن أي بحثٍ آخر. بل حتى إن كانت لك معرفة مسبقة بالسيروتونين، أؤكد لك يا صديقي أنك ستخرج من هذا المقال في الأخير بمعرفة أعمق و معلومات أدق، فاستعد معي لكي تقرأ عن السيروتونين كما لم تقرأ عنه من قبل!

ما هو السيروتونين و ما وظيفته في أجسامنا؟ ما الأمراض النفسية التي يسببها انخفاض مستويات السيروتونين؟ و ما العوامل التي يمكن أن تسبب هذا الإنخفاض؟ كيف يمكن أن نرفع من مستويات السيروتونين بشكل طبيعي؟ أسئلة ستعرف إجابتها بالتفصيل في الدقائق التالية.

هرمون أم ناقل عصبي ؟

الإجابة الصحيحة هي: هما معاً، هرمون و ناقل عصبي!
بداية يجب أن تعرف أن أكثر من ٩٠٪ من السيروتونين يتم إنتاجه داخل الجهاز الهضمي، و ينفذ عبر الخلايا المعوية إلى الدم حيث يلعب دوره هناك كهرمون، و بالضبط في الصفائح الدموية مساهماً بشكل كبير في شفاء الجروح و التئامها. لكن هذا كل ما سنعرفه عن السيروتونين كهرمون، لأن ما يهمنا نحن هو دوره كناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي و الجهاز العصبي المحيطي.

الناقل العصبي السيروتونين

على الرغم من أن إنتاج أكثر من ٩٠٪ من السيروتونين يتم في القناة الهضمية كما قلنا، و الباقي فقط هو من ينتج في الدماغ، إلاّ أنه يعرف شهرة واسعة كناقل عصبي، تربطه علاقة كبيرة بالأمراض النفسية، ويلعب دوراً مهما في تنظيم مزاج الإنسان بشكل عام

السيروتونين ناقل عصبي أحادي الأمين يعرف أيضا بـ 5-هيدروكسي تريبتامين أو اختصاراً HT-5 يقوم بنقل الرسائل بين الخلايا العصبية في دماغك أي في جهازك العصبي المركزي بشكل أدق، وطوال جسمك عبر الجهاز العصبي المحيطي.

هذه الرسائل الكيميائية التي ينقلها السيروتونين بين الخلايا، هي من تنظم عمل جسم الإنسان، و هي من تخبر كل جزء من جسدك بالطريقة التي عليه أن يعمل بها

السيروتونين كما لم تقرأ عنه من قبل
Image by storyset on Freepik

ما هي وظيفة هذا الناقل العصبي؟

ينظم السيروتونين العديد من الوظائف المهمة و الأساسية كالذاكرة و التعلم، بالإضافة إلى تنظيم درجة حرارة الجسم، النوم، الشعور بالسعادة، الإحساس بالجوع، الغريزة الجنسية و العديد من الوظائف الأخرى، لنركز على ثلاثة وظائف أساسية:

المزاج: من أهم وظائف السيروتونين هي تنظيم مزاجك بشكل عام، حيث إنك ستكون مستقرا نفسيا، تشعر بتركيز أكبر و بسعادة و اطمئنان، إن كانت مستوياته طبيعية في دماغك. في المقابل، ترتبط المستويات المنخفضة من السيروتونين مع العديد من الأمراض النفسية، والإضطرابات المزاجية.

النوم: يلعب السيروتونين دوراً مهما في جودة النوم، سواء في ما إن كنت ستحظى بنوم عميق أو العكس، أو في ما يتعلق بمدة النوم، كما أن جسمك يحتاجه لإنتاج الميلاتونين الهرمون المعروف الذي ينظم دورة النوم لديك.

الصحة الجنسية: السيروتونين إلى جانب الدوبامين، يلعبان دوراً أساسية في الرغبة الجنسية، حيث أن انخفاض مستويات السيروتونين تؤدي إلى رغبة أكبر في ممارسة الجنس و العكس صحيح.

السيروتونين و الأمراض النفسية

المستويات المنخفضة من السيروتونين قد تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، أبرزها:

١- الإكتئاب
٢- الأرق و مشاكل النوم
٣-القلق
٤- إضطراب الوسواس القهري
٥- إضطراب الهلع
٦- الفصام
٧- الفوبيا أو الرهاب بمختلف أنواعه
٨- إضطراب القلق العام
٩- إضطراب ما بعد الصدمة

أسباب انخفاض مستويات السيروتونين

في بعض الأحيان، تعَكُّرُ مزاجك أو أي من المشاكل المتعلقة بالسيروتونين، قد لا تكون بسبب انخفاض مستوياته، كيف ؟ لأن هناك أمرين أساسين في منظومة عمل السيروتونين، الأول هو عملية الإفراز، و الثاني هو عملية الإستقبال

السيروتونين له مستقبلات خاصة به، تستقبله بعد أن يتم إفرازه، و لا يكتمل دور السيروتونين إلا بعد أن يتم استقباله. بالتالي في بعض الأحيان، قد تكون مستويات الإفراز طبيعية لكن الخلل في تلك المستقبلات التي قد لا تؤدي عملها بشكل صحيح لسبب أو لآخر

وسائل طبيعية لزيادة نسبة السيروتونين

لا يستطيع جسمك إنتاج السيروتونين بدون مساعدة منك، حيث أنه يحتاج أساسا إلى حمض التريبتوفان ليستعمله في إنتاج السيروتونين. الخبر السار هو أن هذا الحمض يتواجد في بعض الأغذية التي نتناولها، على سبيل المثال:

١- اللحوم مثل الدجاج و الديك الرومي
٢- الشوكولاطة
٣- الموز
٤- الحليب
٥- البيض
٦- السمك
٧- الشوفان
٨- الجبن
٩- التمور المجففة
١٠- المكسرات
١١- المكملات الغذائية

زيادة مستويات السيروتونين بشكل طبيعي لا تتم عن طريق تناول هذه الأغذية فقط، بل هناك طرق أخرى، على سبيل المثال:

التعرض لأشعة الشمس: إحرص على أن تتعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ، لما يقل عن ١٥ دقيقة يومياً، فهذا يساعد على زيادة مستويات السيروتونين بالإضافة إلى فيتامين د كما يعرف الجميع.
ممارسة التمارين الرياضية: حاول قدر ما استطعت، أن تمارس تمارين خفيفة لمدة ٣٠ دقيقة يوميا، فهذا يساعد بشكل كبير على زيادة مستويات السيروتونين في دماغك.

في المقالات القادمة، سنتحدث أكثر عن طرق زيادة مستويات السيروتونين و الدوبامين، وسنتعرف على الفرق بينهما إن شاء الله.

إقرأ أيضا: هل شرب الماء بكثرة علاج للإكتئاب ؟


Featured Image by storyset on Freepik

Mind Under Control

7 أراء حول “السيروتونين كما لم تقرأ عنه من قبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *