إضطراب الوسواس القهري: تفسير مبسط

إضطراب الوسواس القهري: تفسير مبسط

إضطراب الوسواس القهري مرض نفسي لم يسلم من المغالطات و المعلومات الخاطئة، على سبيل المثال: ١- الوسواس القهري يؤدي إلى الجنون ٢ـ المصابون بالوسواس القهري يسمعون أصواتا لا وجود لها ٣ـ المصابون به غريبو الأطوار، عصبيون أو مجانين و العديد من المعلومات الخاطة الأخرى.

ما السبب وراء سوء الفهم هذا ؟

السبب وراء هذا الكم الكبير من المغالطات حول هذه الحالة الصحية هو أن أغلب الناس يستخدمون مصطلح “الوسواس” لوصف أعراض لمشاكل نفسية عديدة، ما يؤدي إلى شيوع معلومات خاطئة كثيرة عن هذا الإضطراب النفسي. لننفض الغبار عن سوء الفهم هذا و نتعرف جميعاً على اضطراب الوسواس القهري بصورة مبسطة.

إضطراب الوسواس القهري: تفسير مبسط

إضطراب الوسواس القهري بجميع أشكاله (سواءً أكان وسواس النظافة، وسواس الموت، وساوس جنسية أو وسواس الكفر و العديد من الوسواس الأخرى) يتسم بأن المصاب به يدور في حلقة مفرغة لا يستطيع الخروج منها، هذه الحلقة تتكون من مكونين أساسين لا بد من وجودهما في جميع أشكال الوساوس:

المكون الأول هو الفكرة الوسواسية: حيث يشعر المريض بأن فكرة معينة تستحوذ على تفكيره وتحتل جزءاً من التفكير و الوعي لديه، وذلك بشكل قهري أي أنه لا يستطيع أبداً التخلص منها، وتسبب له قلقاً و توتراً كبيراً.
المكون الثاني هو الفعل القهري: تدفع الفكرة الوسواسية المصاب إلى القيام بأفعال معينة و ذلك بشكل قهري أيضاً أي أنه لا يستطيع منع نفسيه من القيام بها، الأفعال القهرية هذه يقوم بها المصاب بهدف التخفيف من القلق و التوتر الناجم عن الفكرة الوسواسية.

إضطراب الوسواس القهري

لنوضح الأمر أكثر من خلال الوسواس القهري الأكثر شيوعا و الذي هو وسواس النظافة.
الفكرة الوسواسية ( أي المكون الأول ) التي تستحوذ على تفكير المريض في هذا الشكل من الوسواس هي على سبيل المثال: “لمست مقبض الباب قبل قليل، لا بد أن يداي ممتلئة بالجراثيم!”، هذه الفكرة تسبب قلقاً و توترا كبيراً لدى المريض، ما يدفعه إلى القيام بالفعل القهري ( أي المكون الثاني ) و الذي هو غسل اليدين في هذا المثال.

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فالمريض سرعان ما تراوده فكرة أخرى في أبسط موقف آخر، و تسبب له قلقا و توتراً أيضاً ثم يسارع من جديد إلى ممارسة الفعل القهري و غسل يديه مرة أخرى، و تستمر الحلقة المفرغة هكذا.

و هنا نشير إلى أمر مهم جدّاً في ما يخص الأفعال القهرية، و هو أن البعض لا يستطيع تحديد الأفعال القهرية التي يقوم بها لأنها تكون غير ظاهرة، كيف و لماذا ؟ لأن اضطراب الوسواس القهري عزيزي القارئ ينقسم إلى نوعين أساسيين و هما: الوسواس القهري السلوكي و الوسواس القهري الفكري.

ما هو الإختلاف بين النوعين ؟

الإختلاف الأساسي بين النوعين هو الأفعال القهرية:
في الوسواس السلوكي: تكون الأفعال القهرية التي يمارسها المريض على شكل سلوكيات ظاهرة و ملاحظة يلاحظها المصاب و الأشخاص المحيطين به، كغسل اليدين في وسواس النظافة على سبيل المثال، و الذي يعتبر بالتالي وسواس سلوكي.

أما في الوسواس الفكري: تكون الأفعال القهري على شكل أفكار مطمئنة تهدف أيضا إلى التخفيف من القلق و التوتر الناجم عن الفكرة الوسواسية. تكون غالباً على شكل جدال في الدماغ يطمئن فيه المريض نفسه عن طريق التفكير بنقيض الفكرة الوسواسية، كأن تكون الفكرة الوسواسية على سبيل المثال ” أنت كافر ” و تسبب قلقا و توتراً كبيراً لدى المريض ما يدفعه إلى طمئنة نفسه عن طريق التفكير و القول ” أنا مؤمن “. التفكير في نقيض الفكرة الوسواسية بهدف طمأنة النفس و التخفيف من التوتر هو الفعل القهري في هذه الحالة.

لذلك يصعب على المصابين بالوسواس الفكري أحياناً أن يحددوا بالضبط الأفعال القهرية التي يمارسونها، لأنها تكون هي أيضا مجرد أفكار تدور في ذهنه فلا يستطيع التمييز بينها و بين الأفكار الوسواسية.

لكن لا بد من محاولة تحديدها لأن هذا الأمر جزءٌ مهم في العلاج عن طريق التعرض و منع الإستجابة الذي سنتحدث عنه
في المقالات القادمة بإذن الله.

إقرأ أيضا ـ الدوبامين: هل هو حقا هرمون السعادة؟

Featured Image on the top by wayhomestudio on Freepik

Mind Under Control

8 أراء حول “إضطراب الوسواس القهري: تفسير مبسط

  1. هذا النوع من مرض اصبحت اعاني منها كثير الوسواس تاتي اى فكرة سيئ ولا تريد ان نبعد عني ما حال والله حياتي ستدمر من هذا المرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *