تأثير تعلم مهارة جديدة على صحتك النفسية

قد يبدو لك هذا العنوان غريبا و يجعلك تتسائل عن ماهية العلاقة بين التعلم و الصحة النفسية، لكن دعني أخبرك عزيزي القارئ بأن تعلم مهارة جديدة في حياتك, في أي مجال كان، يساهم بشكل كبير في تحسين صحتك النفسية و يجعلك تحظى بجودة حياة أفضل من ذي قبل .
أي مهارة بالضبط تلك التي نتحدث عنها ؟ و كيف للتعلم أن يكون له هذا التأثير الإيجابي على صحتنا النفسية؟
ما نوع التعلم الذي نتحدث عنه ؟
أولا و قبل كل شيء، التعلم الذي نتحدث عنه ليس هو التعلم الأكاديمي على الرغم من أهميته، غير أنه بحكم النظام التعليمي المعتمد تقريبا في كل أنحاء العالم، فإن أغلب الشباب يجدون أنفسهم خاصة في السنوات الدراسية الأولى مضطرين لتعلم أشياء لا يشعرون تجاهها بأي انجذاب أو اهتمام. في هذه الحالة، لا يمكن أن ننتظر من للتعلم أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية.

لذلك، مانركز عليه في هذا المقال يتجاوز الجانب الأكاديمي، ليصل إلى جميع جوانب الحياة الأخرى، على سبيل المثال:
ـ تعلم طبخ الوجبات التي تحبها، و الحرص على إتقانها كل مرة أفضل من قبل
ـ استخدام بعض برامج الحاسوب التي تثير اهتمامك، مثل برامج تعديل الصور أو برامج صناعة الفيديوهات
ـ إتقان طرق الإصلاحات المنزلية الأساسية كإصلاح مقبض الباب المكسور مثلاً
ـ تعلم بعض طرق الإقناع، التعامل و التواصل مع الناس
ـ ممارسة رياضة جديدة تحبها بغض النظر عن مدى شعبيتها
ـ تعلم مهارات تزيين المنازل، التصوير أو الرسم و العديد من المهارات الحياتية الأخرى التي لا يمكن ذكرها في مقال واحد، وإنما الهدف هو تقريب الصورة لك عزيزي القارئ حتى تفهم نوعية المهارات التي نتحدث عنها.
ما السبب في هذا التأثير الإيجابي ؟
بعد أن تحدثنا عن بعض المهارات في مجالات مختلفة كأمثلة، و التي أقترح عليك أخي الكريم أن تختار منها ما يناسبك و تبدأ رحلة تعلمه، أو تستطيع بدلاً من ذلك أن تبحث في الإنترنت عن “المهارات الحياتية الممتعة” مثلاً، و تختار منها ما أثار إعجابك و اهتمامك. لا شك أنك الآن تتسائل: كيف لتعلم مهارة جديدة أن يساهم في الحفاظ على صحتي النفسية؟

لنأخذ الجواب أولاً من دراسة أجريت عام 2004 وجدت من خلال إجراء مقابلات مع 145 بالغاً حول تعلم مهارات جديدة و علاقة هذا الأمر بالصفات المختلفة للصِحَة و العافية، أنَّ الأشخاص الذين لم يتوقفوا عن التعلم في حياتهم بالرغم من تقدمهم في السن، يشعرون بتَقدِير كبير لذواتهم و قدرةٍ أكبر عَلَى تحمل الضغوط النَّفسيَّة. كما أظهروا شُعُوراً أكبر بالثقة بالنَّفس و الأمل و الإحساس بمعنى الحياة.
التأثير الإيجابي هذا راجع بالأساس، إلى أن الإحساس الذي يملأ فؤاد الإنسان عندما يجد نفسه قادراً لأول مرة أن ينجز مهمة لم يكن قادراً على إنجازها من قبل، هو إحساس السعادة و الرضى عن النفس و الإحساس بالقيمة و احترام الذات. بالإضافة إلى هذا، فإن تعلم الإنسان مهارة جديدة، يعتبر بمثابة تحدٍّ يجعله يشعر بوجود هدف في حياته، الهدف الذي أدى غيابه في حياة بعض الناس إلى تدهور صحتهم النفسية بشكل كبير، مؤدياً إلى حالة تخبط دائمة و مؤديا إلى الدخول في ويلات الإكتئاب و الأمراض النفسية.
لذلك، إحرص أخي الكريم، و احرصي أختي الكريمة، على أن لا تتوقف عن التعلم ما دام الدم يجري في عروقك، فالتعلم لا يقتصر على فترة محددة في الحياة، كما أنه بالإضافة إلى صحتك النفسية لا بد أن ينفعك في العديد من الجوانب الأخرى.
إقرأ أيضاً: إضطراب الوسواس القهري: تفسير مبسط
Image by Freepik
I am really glad to read this webpage posts which consists of plenty of valuable information, thanks
for providing these kinds of statistics.
Also visit my web blog; خرید بک لینک قوی
روووووووعة.نرجو الاستمرار
شكرا لك أخي الكريم، بطبيعة الحال سنستمر إن شاء الله
Keep this going please, great job!
مقال مفيد بارك الله فيكم
شكراً لك، وفيكم بارك الله 🤲🏻